الدليل : كيف تقضي على خصومك بشكل ديموقراطي في ليبيا ؟؟


كتكملة لإصداراتنا السابقة من سلسة الدليل بعناوينه الثلاث

1- الدليل : كيف تصبح ثائراً في ليبيا ؟؟

2-الدليل :كيف تؤسس لحزب سياسي في ليبيا ؟؟

3-الدليل : كيف تستعمل الخطاب الثوري لسرقة الثورة في ليبيا ؟؟

وأملاً منا  بتسهيل قراءة المعطيات السياسية و السوسيولوجية في ليبيا ما بعد الثورة , نقدم لكم مجدداً جزء جديد من سلسلتنا المرافقة لتطورات الوضع العام في هذا البلد العجيب . وهانحن ثلاث سنوات بعد سقوط نظام العقيد بصدد مرافقتكم في كواليس الفوضى الخلاقة لهذا البلد الذي وبرغم حداثة عهده بالديموقراطية إلا أنه أبى إلا أن يبتدع ويخلق مفاهيم جديدة لها.

الدليل هي سلسلة موجهة لجمهور معين ” المتسلقين ” تمكنك أخي القارئ من متابعة رحلة هذه الفئة التي أصبحت من اللاعبين الأساسيين في الساحة الوطنية . فمرحباً بكم

عزيزي المتسلق !

هل ضقت درعاً من المنافسة السياسية الشريفة ؟؟

هل تريد أن تخلوا لك الساحة السياسية لتكون لك بمفردك ؟؟

هل تريد تعلم الطرق الديموقراطية المحلية المبتكرة ؟؟

لا تقلق بهذا الشأن فلدينا طلبك

إتبع الدليل

إذا قمت بإتًباع نصائحنا في الأعداد السابقة من سلسة “الدليل ” فستكون حتماً على رأس كتيبة مسلحة و عضو بارز في حزب سياسي في الوقت الحالي (ملاحظة : أغلب قادة الكتائب ينتمون لإحزاب سياسية في بلادي !!) . ولكي تتمكن من الإنفراد بالساحة السياسية  عليك إتباع الخطوات التالية .

1-      في البداية يجب علينا القيام ببعض التغيرات على المظهر الخارجي لتتمكن من الصمود في وجه التيار الجديد   نظراً لوجود توتر إزاء الأحزاب ذات التوجه الإسلامي التي بداءت بالإنقسام الداخلي نتيجة لظهور تيارات راديكالية قد تؤثر على مسيرتك , إذاً ننصحك عزيزي المتسلق بالتخلي عن تلك المظاهر التي كنا قد نصحنا بها سابقاً (إطالة اللحية . تقصير البنطلون , المسبحة…الخ ) وذلك لعدم ملائمتها لمتطلبات المرحلة . إذاً أن الأوان للعودة الى طبيعتك الأولى …

2-      الديمقراطية سلاح الضعفاء . فلا ترشح نفسك لأي إنتخابات تشريعية أو رئاسية في الوقت الحالي , إبقى خارج اللعبة حالياً لكي تتمكن من اللعب على جميع الأوتار دون رقيب أو محاسب , بل بالعكس من ذلك أبدي تنازلك عن المناصب و أظهر بصورة المناضل الذي يخدم وطنه دون مقابل ودون طموحات سياسية . وأجعل خطابك يظهر مدى تفانيك في حماية ثورة17 فبراير المجيدة من إعدائها و من قادة الثورة المضادة الذين هم طبعاً خصومك السياسيين الذين حتماً ستجد بسهولة في أرشيفهم وثائق تثبت عملهم في منصب ما في النظام السابق .

ومن منا لم يعمل طيلة ال42 سنة الماضية ؟؟ أليس كذلك؟؟

3-      هذه المرحلة ستكون مرحلة مفصلية ضمن هذا التمشي حيث يجب فيها المرور الى التطبيق . إستخدم ذراعك العسكري لتمرير تصورك بخصوص المنافسة السياسية الشريفة , وذلك من خلال الشروع بإقصاء خصومك وخاصة الأقوياء منهم عبر الوسائل الديموقراطية المتاحة . الترهيب و الخطف و التصفية ستكون ضمن خططك السياسية .  ولا داعي للقلق فستتكفل وسائل الإعلام  لاحقاً بإيجاد المتهم الجاهز لمثل هذه الحوادث الشائعة ضمن قائمة الإرهاب  التي تشمل بقايا النظام السابق و الجهاديون المحليون والدوليون كالقاعدة وداعش وأنصار الشريعة

وبهذه النصائح نكون قد مهدنا لك الطريق لصنع ديكتاتوقراطية أو ديموكتاتورية جديدة خاصة بك ,  تكون خير خلف لخير سلف , ولما لا قد تمكنك إيضاً من كتابة نظريتك الرابعة في كتابك الأخضر الجديد 

والى اللقاء في ثورة قادمة

كريم نباتة

ليبيا و العد العكسي للتدمير الذاتي

images

لقد كان سقف المطامح الشعبية مرتفعاً جداً بعد أحداث 2011 في ليبيا , لقد كانت الأمال كبيرة و الأماني أكبر في أن تقوم دولة أساسها المساوة لشعب عاش سنوات من الإستبداد و التهميش الممنهج , بل أن كل المعطيات كانت تشير بأن ذلك كان هو السيناريو الأقرب للتحقيق في بلد يزخر بكل مقومات الدولة الناجحة من وفرة في الموارد الطبيعية و اتساع في الرقعة الجغرافية وتوزيع ديموغرافي مناسب.

هذا السيناريو كان لينجح لولا وجود عامل بسيط ومحوري فيه , هذا العامل هو أننا بصدد التحدث عن الليبيين , شعب الله المتغطرس , هذا الشعب الذي لا تستطيع التكهن بملامحه , فهو طيب الى حد البلاهة تارة , و عنيد الى حد التهور تارة أخرى , هو مزيج من الدهاء و السذاجة, من الكرم واللؤم , من السماحة والحقد , من التحضر و البداوة, من العلم والجهل , من الورع و الطغيان .

لقد أهدرت ليبيا على نفسها فرصة ربما لن تعاد إلا بعد عدة قرون بفضل تفنن أبنائها في التشفي و التناحر , بعضهم جنى على بعض , وبعضهم هجَر بعض , وبعضهم يتفرج على بعض .هذه الفرصة كانت مواتية لبناء دولة ناجحة وفي زمن قياسي نظرا لتوفر العوامل المذكورة سلفاً و لكن أبى الليبي إلا أن يكون وفياً لجيناته و لموروثه الإجتماعي القبلي البغيض , فأثر أن يُحيي في ذاته نعرة الجاهلية الأولى , و خيَر أن يتدثر بثوب القبلية و المناطقية الضيقة على أن يلتحق بركب قد فاته منه مافاته وهو في سبات الجماهيرية العميق .

هل تصدقون أن في ليبيا هنالك من مازال يهتف لقائده الأوحد حتى بعد موته لا لشئ سوى ليثبت أنه كان على حق بمناصرته لقائد الجماهيرية بعدما ظهرت نتائج الثورة المجيدة

هل تصدقون أن في ليبيا هنالك من مازال  يهتف للملك أدريس ويتشبث بسلالته و يأ تي بأبن خالة الشغالة متاع العاهل الراحل ليحي به إقليما إنفصاليا أصبح من الغابرين

هل تصدقون أن في ليبيا هنالك من مازال  يعتبر كل من أتى الى ليبيا إبان الفتوحات الإسلامية ماهو إلا زائر دخيل على  لن ينتمي يوما لسكانها الأصليين

هل تصدقون أن في ليبيا مازال من يذكرك بأن جد جد جد جدك كان من صباغي الحمير, فبالتالي انت وابنائك و ابنائهم وابناء ابنائهم لن تكونوا سوى صباغين ابد الدهر .

فلا تستغربوا الأن من نشرات الأخبار التي تخبركم عن بلد يسعى لتدمير ذاته حتى عبر طلب المساعدة الخارجية لتحقيق ذلك

التدمير الذاتي بعد 10 ثواني

التدمير الذاتي بعد 9 ثواني