ليبيا و العد العكسي للتدمير الذاتي

images

لقد كان سقف المطامح الشعبية مرتفعاً جداً بعد أحداث 2011 في ليبيا , لقد كانت الأمال كبيرة و الأماني أكبر في أن تقوم دولة أساسها المساوة لشعب عاش سنوات من الإستبداد و التهميش الممنهج , بل أن كل المعطيات كانت تشير بأن ذلك كان هو السيناريو الأقرب للتحقيق في بلد يزخر بكل مقومات الدولة الناجحة من وفرة في الموارد الطبيعية و اتساع في الرقعة الجغرافية وتوزيع ديموغرافي مناسب.

هذا السيناريو كان لينجح لولا وجود عامل بسيط ومحوري فيه , هذا العامل هو أننا بصدد التحدث عن الليبيين , شعب الله المتغطرس , هذا الشعب الذي لا تستطيع التكهن بملامحه , فهو طيب الى حد البلاهة تارة , و عنيد الى حد التهور تارة أخرى , هو مزيج من الدهاء و السذاجة, من الكرم واللؤم , من السماحة والحقد , من التحضر و البداوة, من العلم والجهل , من الورع و الطغيان .

لقد أهدرت ليبيا على نفسها فرصة ربما لن تعاد إلا بعد عدة قرون بفضل تفنن أبنائها في التشفي و التناحر , بعضهم جنى على بعض , وبعضهم هجَر بعض , وبعضهم يتفرج على بعض .هذه الفرصة كانت مواتية لبناء دولة ناجحة وفي زمن قياسي نظرا لتوفر العوامل المذكورة سلفاً و لكن أبى الليبي إلا أن يكون وفياً لجيناته و لموروثه الإجتماعي القبلي البغيض , فأثر أن يُحيي في ذاته نعرة الجاهلية الأولى , و خيَر أن يتدثر بثوب القبلية و المناطقية الضيقة على أن يلتحق بركب قد فاته منه مافاته وهو في سبات الجماهيرية العميق .

هل تصدقون أن في ليبيا هنالك من مازال يهتف لقائده الأوحد حتى بعد موته لا لشئ سوى ليثبت أنه كان على حق بمناصرته لقائد الجماهيرية بعدما ظهرت نتائج الثورة المجيدة

هل تصدقون أن في ليبيا هنالك من مازال  يهتف للملك أدريس ويتشبث بسلالته و يأ تي بأبن خالة الشغالة متاع العاهل الراحل ليحي به إقليما إنفصاليا أصبح من الغابرين

هل تصدقون أن في ليبيا هنالك من مازال  يعتبر كل من أتى الى ليبيا إبان الفتوحات الإسلامية ماهو إلا زائر دخيل على  لن ينتمي يوما لسكانها الأصليين

هل تصدقون أن في ليبيا مازال من يذكرك بأن جد جد جد جدك كان من صباغي الحمير, فبالتالي انت وابنائك و ابنائهم وابناء ابنائهم لن تكونوا سوى صباغين ابد الدهر .

فلا تستغربوا الأن من نشرات الأخبار التي تخبركم عن بلد يسعى لتدمير ذاته حتى عبر طلب المساعدة الخارجية لتحقيق ذلك

التدمير الذاتي بعد 10 ثواني

التدمير الذاتي بعد 9 ثواني

 

 

 

One comment on «ليبيا و العد العكسي للتدمير الذاتي»

أضف تعليقاً

Your email address will not be published. *
You may use these HTML tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>